Header Ads

تفسير سورة مريم الجزء الاول

"سورة مريم " 


سورة مريم يعني الطمأنينة يعني عندما يريد الله شيء يأتي به من العدم "كن فيكون"
المشاعر القوية افعالات النفس البشرية والكون من حولنا  .......
بشارة المؤمنين جائت بقصص الانبياء وبشارت الله لهم.....

*قصة زكريا عليه الصلاة والسلام :
ليس المقصود بقصة تاريخية انما قصة للعبرة والعضه ......
                     (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا)
اذا الله اعطى زكريا فلن يضن عليك بالعطاء لأن الهه والهك واحد ..الشرط اتباع طريق زكريا ...
سيدنا زكريا خاف على من بعده ان يتشتتوا  فدعا ربه (إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا)  
 خفياً بصوت منخفض مناجاه لله ربه الذي اطعمه وسقاه وخلقه بأحسن صورة ..... 
كم مرة تنادي ربك ؟؟؟
هنا سيدنا زكريا يعلمنا آداب الدعاء ...
<خفية> في المحراب لكن بلسانه ..
<التذلل والافتقار > اظهار العجز كيف تدعو خالق الكون وانت في كبر
<حسن الظن بالله> (وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) كل حياتي مادعوتك مرة وكنت محروماً بهذا الدعاء
الله عودك الجميل      فقس على ما قد مضى
*ان الله يستحيل أن يشقي أحداً من عباده مادام يدعوه .

 (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا)
وهن العظم : اختياره للعظم لانها من دعائم البناء اذا ضعفت فلا شيء في البناء الا ويتداعى ...
  (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا)
من طريقك يارب من دون الاخذ بالاسباب (حالة استثنائية) ...واجعله يارب رضياً لم ينسى ان يدعوه ان يكون رضيا هذه وصية لكل ام وأب ...
وجائت البشارة من السماء ((يَا زَكَرِيَّا)) ناداه الله من اعلى الاعلى ....
     (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا)
فلما رجع الى الواقع قال (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا)  يثق بوعد الله وبقدرت الله لكنه يسأله كيف الوسيلة ...
((هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ )) كل شيء يريده الله عز وجل هين صغير امام خلق الانسان من لا شيء
(قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا)
امور مستحيلة طريق مسدود اسباب معطلة مع ذلك جاءت حكمت الله عز وجل .
................................................................................

(يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)  مشهد النداء مشهد عظيم يدل على مكانته .... ترعرع يحيى  وكبر واوصاه الله بحمل الامانة الكبرى
((خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ)) اعلم مافيه اولاً وان تطبقه بحزم ثانياً ...آتاه الله الحكمة صبياً ليس كما هو متعارف الحكمه تأتي على كَبر ... و( وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا) من علامات الايمان رحمة القلب القلب القاسي ابعد القلوب عن الله ... ((وَزَكَاةً)) صفة عالية في النفس الطهارة والتقوى  وَ((كَانَ تَقِيًّا)) .. (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا) سيدنا يحيى مع الحق طائع مع الخلق متواضع في التعامل ذكي في قلبه رحمة كبيرة في منطقه وسلوكه حكمه لذلك (وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) حياته كلها طمأنينة سلام بسلام فلا منغص ولا خوف ولا قلق .
.....................................................................................

المعنى نحن نحن المعنيين كلما رغبنا بشيء ليس لنا الا أن ندعو الله مخلصين صادقين 

.....................................................................................

**قصة مريم :
معجزة ولادة يحيى مقدمة لمعجزة ولادة عيسى ..
(اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا*فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا)
في خلوتها مع الله ارسل لها الملك على هيئة انسان من باب اللطف بها ..هالها ان يخترق حجابها شاب }لطهارتها وعفتها وحيائها{ ... (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا) .... فرد مسرعاً (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا) غلام طاهر النفس ذكي مميز فتعجبت (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا) العفة ابرز مايميز المرأه الصالحة ....
(قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا)
ليس هنالك عسير على الله الاسباب ليست هي الخالقة فالاسباب لاتخلق النتائج رب الارباب في اي لحظة يعطل الاسباب او يلغيها .....
*عار علينا ان يحبطنا اليأس ولنا رب يقول : (هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ)....
* الا تهز مشاعرك الكلمة ؟؟الا تحي فيك الامل؟؟ أليس عليه هين ..احلامك امنياتك                                  (هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ).

(وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا) الشيء الذي أراده الله لا بد أن يقع لحكمة ندركها او لاندركها ""ايماننا بالقدر يذهب الهم والحزن "" كل ما يقع هو عين الرحمة والحكمة ""مايحدث هو خير لك حتى لو لم يرضيك ""
(فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا) لخوفها على سمعتها وشدة حيائها ...( فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا) تمنت الموت لخوفين  اولهما ان يتسبب الناس بالمعاصي لانهم سيقذفوها وثانيهما خوفها من الفضيحة .. في حدة الالم وغمرة الهول تقع المفاجأه الكبرى (فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا)
لا تحزني"ان الله قريب ليريح قلبك فلن احزن ولي رب رحيم روؤف سميع مجيب "
(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا) خذي بالاسباب يامريم وهزي جذع النخلة ...مهما هزت لن يسقط التمر لكنه السعي للرزق "لا اليد المرتعشة تحرك الجذع ولكنه بذل الاسباب فالسكون اخ الموت "
(فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ) واذا العناية لاحظتك جفونها نم فالمخاوف كلهن امان  لاتخافي على سمعتك يامريم فما ولدتي سيكون له شأن عظيم ....
(فأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا*يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا*فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا*قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا*وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا*وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا*وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا)
جعله الله مباركاً مصدر كل خير اينما يجلس يقدم الخير للناس بعلمه ونصائحه ودعوته.
.............................................................................
لم يعجز الله عن خلق شيءمن العدم ....ايعجز أن يجبر قلبك ؟ أيصعب عليه أن يحل مافاض به فؤادك من ضيق وحزن؟؟ أيكبر عليه أن يغير اقدارك إلى الاجمل؟؟ ثق بربك فقط  (هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ).
           
                 الله على حلمك لَقادر لَقدير لمُقتدر 



يتبع ...
                                                                          ريم محمد
.....................................................................................
**المراجع:
*في ظلال القرآن سيد قطب.

*تفسير النابلسي.

ليست هناك تعليقات